قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
26511 مشاهدة
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نذكر كلمات في بعض الواجبات، وكذلك في ثواب الطاعات، وعقوبة المحرمات على وجه الاختصار فنقول:
إن ربنا سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخلق، ولكنه ابتلى هذا النوع -الذي هو الإنس والجن- بهذه الأوامر والنواهي لما أتم عليهم النعمة، وميزهم بالعقل والفهم والإدراك. ففرض عليهم فرائض، وحرم عليهم محرمات، وأمرهم بطاعته، وأرسل إليهم الرسل، وأنزل الكتب؛ حتى تقوم الحجة، وحتى يعرف الناس الشريعة التي أُمروا بها، فلذلك نقول: إننا في هذه الدنيا مُكَلَّفُون بالأوامر والنواهي، وبفعل الواجبات، وترك المحرمات، ولا شك أنَّ مَنْ أدى هذه الواجبات، وترك المحرمات فقدِ امْتَثَلَ ما أُمِرَ به، وما خُلِقَ له، وأجره على الله تعالى إذا صلحت نيته.